التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
استمر حصار القسطنطينية في عهد السلطان محمد الفاتح أربعة وخمسين يومًا كاملًا، وسيظل حصار القسطنطينية وفتحها حدثًا حيويًا مهما تعاقبت الأعوام.
الأحد 27 مايو والاثنين 28 مايو:
اتَّفق القادة المسلمون على أن يكون الهجوم العامُّ والأخير يوم 29 مايو[1]، ومع ذلك فقد أُعْلِن في الجيش أنَّ الهجوم سيكون في خلال «الأيَّام القادمة»، وذلك دون تحديدٍ لموعدٍ معيَّن[2]، ويبدو أنَّ هذا كان احترازًا لئلَّا تصل معلومات العمليَّة العسكريَّة إلى داخل القسطنطينية، ومع ذلك يذكر الوزير البيزنطي فرانتزس أنَّه في يوم 27 مايو وصل إلى الإمبراطور البيزنطي تقريرٌ مُفّصَّلٌ لكلِّ ما تمَّ من حوارٍ ونقاشاتٍ في خيمة السلطان[3]!
كيف وصلت الأخبار إلى البلاط البيزنطي؟
يذكر رنسيمان أنَّ الخبر قد يكون انتقل عن طريق بعض النصارى في المعسكر العثماني، الذين قذفوا خطابات مربوطةً في أسهمٍ داخل الأسوار[4]، ومع ذلك فهؤلاء النصارى ليس لهم سبيلٌ للوصول إلى معرفة ما في داخل خيمة القيادة، ولهذا بحث المؤرِّخون عن سببٍ آخر يكشف السرَّ في ذلك!
جاءت الإجابة المفاجئة في يوميَّات ليوناردو قس جزيرة خيوس، الذي سجَّل أحداث الحصار كاملة، وكان من المحصورين في المدينة، ومن قادة العمل هناك، فكان لذاك قريبًا من البلاط البيزنطي. يؤكِّد ليوناردو أنَّ خطابًا وصل إلى الإمبراطور البيزنطي من الصدر الأعظم خليل جاندرلي يُخبره فيه أنَّ الجيش العثماني سيهجم قريبًا هجومًا شاملًا على القسطنطينيَّة، بل يحثُّه على المثابرة يومين أو ثلاثة ولا يرتعب من حماقات هذا الشابِّ المتهوِّر[5][6]! وأكثر من ذلك ذكر ليوناردو أنَّ هذه الخطابات من الصدر الأعظم ليست جديدة، بل كان معتادًا على إرسال تقارير منتظمة إلى البلاط البيزنطي[7][8]!
هذا بالطبع اتِّهامٌ عظيم!
يُعلل فريلي هذا التعامل بأنَّ الصدر الأعظم كان يتلقَّى الهدايا والرِّشوة من البيزنطيِّين[9]، ويُؤيِّده المؤرِّخ الإنجليزي چوناثان هاريس Jonathan Harris، والمتخصِّص في التاريخ البيزنطي[10]، بينما يُدافع عنه المؤرِّخ الصربي مياتوڤيتش بأنَّه لم يكن خائنًا؛ إنَّما كان يرى أنَّ سقوط القسطنطينيَّة سيُؤدِّي إلى تجمُّع أوروبَّا على الدولة العثمانيَّة، ومِنْ ثَمَّ فهو كان يفعل ذلك لمصلحة الدولة لا لمصلحته الشخصيَّة[11].
هذا التفسير من مياتوڤيتش في الواقع غير مقبول! لأنَّه لا يُمكن أن تكون المصلحة في إفشاء سرٍّ خطر كهذا للبيزنطيين بدعوى حماية الدولة من التجمُّع الأوروبِّي.
لم يأخذ المؤرِّخون انطباعهم عن الصدر الأعظم من كلام المؤرِّخ الچنوي ليوناردو فقط، بل تأتي الكتابات البيزنطيَّة في الاتِّجاه نفسه؛ فالمؤرِّخ البيزنطي دوكاس يصف الصدر الأعظم خليل جاندرلي بأنَّه صديق للبيزنطيِّين[12].
بعض المؤرِّخين يُشكِّك في كتابات ليوناردو، وينفي أمر خطابات الصدر الأعظم[13]، ولكن في الحقيقة أنا لا أرى مصلحة للقسِّ ليوناردو في الادِّعاء بالكذب على الصدر الأعظم، كذلك لا أرى مصلحةً للمؤرِّخين اللاتين والبيزنطيِّين في الاجتماع على تخوين الصدر الأعظم العثماني، فهذا لا يخدم هدفًا لهم، خاصَّةً أنَّه ظهر بعد تطوُّر الأحداث أنَّ نصحه برفع الحصار لم يكن سليمًا من الناحية السياسيَّة أو العسكريَّة، وأنَّ الرأي الذي أشار به زاجانوس باشا والقادة العسكريُّون كان أنضج وأفهم، فلم يكن هناك معنى للافتراء عليه بالكذب، أو وصفه بالصداقة للدولة البيزنطيَّة، وكأنَّ الدولة العثمانيَّة قد خسرت بعدم سماع نصحه.
وعمومًا سوف نتعرَّض لمسألة هذه العلاقة بين الصدر الأعظم والبلاط البيزنطي في نقطةٍ لاحقة، ونتعرَّض كذلك لرأي المؤرِّخين الأتراك في المسألة، لكن المهم هنا أن نذكر أنَّ أصابع الاتِّهام بتسريب الخبر إلى البيزنطيِّين أشارت إلى الصدر الأعظم، وإن لم يكن هناك دليلٌ مادِّيٌّ يُؤكِّد ذلك[14]، ومِنْ ثَمَّ سارت الأمور بشكلٍ طبيعيٍّ دون تصعيد.
والآن عندنا يومان، وبعدها يكون الهجوم النهائي على القسطنطينيَّة..
ماذا فعل السلطان محمد الثاني وقيادته في هذين اليومين؟!
قام السلطان محمد بأعمالٍ كثيرة، وذلك للإعداد التِّقني، والبدني، والنفسي، واللوجستي، الخاص بالعمليَّة المرتقبة، ويُمكن حصر هذه الأعمال في المحاور التالية:
أوَّلاً: محور الجانب التِّقني:
كانت هناك أعمال عسكريَّة كثيرة في هذين اليومين، وذلك تميهدًا للهجوم العام الذي سيتمُّ يوم 29 مايو، ويُمكن إيجاز هذه الأعمال في النقاط الآتية، علمًا بأنَّها كانت تتمُّ في وقتٍ متزامنٍ مع بعضها البعض، وإنَّما جعلناها فقط في نقاط للتوضيح:
1. استمرار القصف المدفعي: لقد استمرَّ القصف بشكلٍ متواصلٍ حتى يُمكن إحداث أكبر أثرٍ ممكنٍ ليُعطي الفرصة للجنود في الاقتحام، وقد بدأ هذا القصف من مساء يوم السبت 26 مايو[15]؛ أي بعد أخذ قرار الهجوم العامِّ مباشرة، واستمرَّ طوال يوم الأحد 27 مايو، بل كان هذا اليوم الأخير هو أشدُّ الأيَّام قصفًا منذ بداية الحصار[16]، استمرَّ القصف طوال ليل الأحد 27 مايو، وكذلك نهار يوم الاثنين حتى الساعة الرابعة عصرًا[17]. أحدث هذا القصف الكبير تسع ثغراتٍ كاملةٍ في الأسوار لم يستطع البيزنطيُّون القيام بإصلاحها لعدم قدرتهم على الاقتراب من الأسوار من شدَّة القصف[18]، وكانت هناك ثلاث ثغرات من هذه الثغرات التسعة كبيرة إلى الدرجة التي تسمح بمرور الخيول لا الرجال فقط[19].
2. كانت هناك فرقٌ كبيرةٌ تقوم بملء الخندق الموجود حول الأسوار بالحجارة، والأخشاب، والتراب، وكلِّ ما يُمكن أن تصل إليه أيديهم، حتى وصل الأمر إلى إلقاء بعض الخيام في الخندق[20]! وكلُّ هذا لتوفير طريقٍ سهلٍ للجنود والمدافع وآلات الحصار عند اللحظة المرتقبة التي سيُهاجمون فيها الأسوار.
3. تمَّ تقريب المدافع لزيادة أثر القصف، وكان التركيز بشكلٍ واضحٍ على منطقة الميزوتيكيون، وخاصَّةً بين بوَّابتي سان رومانوس وكاريسياس[21]، وهي المنطقة التي سيكون الاختراق منها على الأغلب، وإن كان القصف شاملًا معظم أجزاء السور، ولقد كُلِّف زاجانوس باشا بتحويل معظم قوَّاته ومدفعيَّته إلى الأجزاء الشماليَّة من الأسوار، وكذلك إلى الجسر العائم في القرن الذهبي، وذلك لزيادة فعاليَّة القصف من هذه الأماكن، وتشتيت المدافعين على أكبر مساحة ممكنة[22].
4. كُلِّفت القوَّات العثمانيَّة بإحضار حوالي ألفي سُلَّم طويل بالقرب من الأسوار ليصعد عليها الجنود أثناء الاقتحام[23].
5. تمَّ تكليف الأسطول العثماني بعدة مهام، فكان على الأسطول الموجود في القرن الذهبي أن يقترب جدًّا من الأسوار، بل يُحاول جنوده تسلُّق هذه الأسوار، ولم يكن الغرض من هذه المحاولات هو الاقتحام؛ إنَّما فقط سحب المدافعين إلى هذه المناطق لتسهيل عمليَّة الاقتحام من الأسوار الغربيَّة، أمَّا الأسطول الخارجي والموجود في ميناء العمودين فكان عليه التحرُّك جنوبًا وحصار القسطنطينيَّة من البحر عن طريق تكوين شكل هلالي يُحيط بالمدينة، ويمنع الاقتراب من السلسلة الحديديَّة، بل يُحاول رجال البحريَّة تسلُّق الأسوار عند بحر مرمرة، لتحقيق الغرض السابق نفسه، وهو سحب المدافعين من الناحية الغربيَّة[24][25].
ثانيًا: محور الجانب البدني:
من أروع الأمور في قيادة السلطان محمد الثاني لجنوده هو الجانب الواقعي العملي في هذه القيادة، فهو يعلم أنَّ الجهد المطلوب يوم 29 مايو سيكون جهدًا خارقًا وفوق العادة، ولهذا أراد لجنوده أن يدخلوا المعركة وهم في كامل لياقتهم وصحَّتهم الجسديَّة، ولذلك أمر أن يكون يوم الاثنين 28 مايو بكامله يوم راحةٍ لكلِّ القوَّات[26]، ولن يُستثنى من ذلك إلَّا القليل من الجنود، الذين لن يُشاركوا غالبًا في عمليَّة الاقتحام، مثل أولئك المكلَّفين بملء الخندق بالحجارة، أو الجنود القائمين على إطلاق المدافع، ولقد كان أمر الراحة أمرًا عسكريًّا غير قابل للتعديل، وعلى الجميع أن يلتزم به، وقد بدأ بصفَّارة معيَّنة انطلقت في منتصف الليل يوم الأحد 27 مايو، واستمرَّت الراحة إلى آخر يوم 28 مايو[27]؛ أي ما يقرب من أربع وعشرين ساعة.
ويجدر بنا، ونحن نتحدَّث عن اهتمام السلطان محمد الثاني بإعطاء راحةٍ إجباريَّةٍ للجيش، أن نذكر أنَّه لم يُعْطِ هذه الرَّاحه لنفسه! فمنذ اللحظات الأولى في الصباح الباكر ليوم الاثنين وهو على صهوة جواده! فقد أبى أن يُرْسل رسالةً إلى حمزة بك رئيس الأسطول؛ إنَّما ذهب بنفسه مع فرقته من الإنكشاريَّة إلى ميناء العمودين لكي يضمن وصول كلامه بشكلٍ واضح، ثم بعد أن انتهى من حواره مع رئيس الأسطول توجَّه إلى مدينة جالاتا، ليُحادث قيادات چنوة بنفسه لكي لا تحدث مخالفة في الفهم لأيِّ كلمة، وسوف نأتي بعد قليلٍ لحواره مع الچنويِّين، ثم ذهب إلى أسوار القرن الذهبي ودعم قادة السفن هناك، وأكَّد أهميَّة العمليَّة القادمة، ثم عند الظهيرة عاد إلى خيمته أمام بوَّابة سان رومانوس ليأخذ قسطًا قليلًا من الراحة، ثم خرج بعدها مباشرةً ليمرَّ بنفسه على كلِّ القوَّات العسكريَّة على طول الأسوار الغربيَّة من خليج القرن الذهبي شمالًا إلى بحر مرمرة جنوبًا، وذلك لتشجيعهم، وطمأنتهم، والترغيب، والترهيب، ولإعطاء الأوامر العسكريَّة والنظاميَّة، ولسماع الشكوى والملاحظات، ثم عاد بعد كلِّ ذلك إلى خيمته ليبدأ اجتماعًا مهمًّا مع القيادات الكبرى للجيش بخصوص العمليَّة المرتقبة[28][29][30]!
ما أجمل ما علَّق به المؤرِّخ الإنجليزي روچر كراولي Roger Crowley على حركة السلطان محمد الثاني الدائبة يوم الاثنين 28 مايو بقوله: «لقد عقد السلطان محمد الثاني العزم على الاطمئنان شخصيًّا على أنَّه لا شيء متروك للصدفة»[31]!
وأنا أُضيف إلى هذا التعليق أنَّ المسألة لم تكن فقط للاطمئنان على التجهيزات العسكريَّة ودقَّتها، إنَّما كان أحد أهداف هذه الجولة الدعم النفسي للجنود، الذين ترتفع معنويَّاتهم إلى السماء برؤية قائدهم معهم في كلِّ موقف، كما كان من الأهداف الرئيسة لهذه الجولة الاطمئنان «بنفسه» وبشكلٍ مباشرٍ ودون وسيطٍ على حالة الجيش التقنيَّة والنفسيَّة وجاهزيَّته للخطوة العظيمة المقبلة.
إنَّه من اللافت للنظر حقًّا أن نرى مثل هذه القيادة الحكيمة والواعية من شابٍّ لم يتجاوز الحادية والعشرين من عمره إلَّا بشهورٍ قليلة!
ثالثًا: محور الجانب النفسي للجيش العثماني:
كانت الخطوة القادمة للجيش العثماني خطوة مصيريَّة؛ فهي المحاولة الأخيرة لفتح القسطنطينيَّة، ولو فشلت فإنَّ الحصار سيُرفع غالبًا، ولن يستطيع العثمانيُّون فرض الشروط التي كانت مقبولة قبل ذلك من البيزنطيِّين؛ فالخسارة ستكون مضاعفة إذن، وكان من المتوقَّع -أيضًا- أن تكون الأثمان المدفوعة في هذه العمليَّة باهظة، فسيكون هناك حتمًا شهداء، وسيكون هناك مصابون، ولا ينفع التردُّد أو الفرار بعد بدء الهجوم، ولهذا كان السلطان محمد الثاني حريصًا على دعم الجنود والقيادات نفسيًّا بكلِّ ما أوتي من قوَّة، ولقد سلك محمد الثاني عدَّة مسالك يُمكن أن نُوجِزها في النقاط التالية:
1. تحرَّك العلماء بقيادة آق شمس الدين بين صفوف الجنود، والتقوا معهم بشكلٍ مباشر، وكانوا يقرأون عليهم آيات الجهاد وأحاديثه، ويُذكِّرونهم برسول الله ﷺ، وكذلك بالصحابي العظيم أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه[32]، وسبب التذكير بهذا الصحابي تحديدًا أنَّه مدفونٌ في مكان ما حول هذه الأسوار، حيث كان مشتركًا في أوَّل محاولة إسلاميَّة لفتح القسطنطينيَّة عام 672م، ولقد مات في هذه المحاولة، ودُفِن في مكانٍ لا يعرفه العثمانيُّون في وقت الحصار، ولكنَّهم على يقينٍ من وجوده بالقرب منهم. اشترك عددٌ كبيرٌ جدًّا من العلماء في هذه العمليَّة الدينيَّة العظيمة، وكانوا قد جاءوا بالآلاف من أنحاء الدولة العثمانيَّة المختلفة لدعم الجيش أثناء الحصار[33].
2. أمر السلطان أن يُصبح الجيش كلَّه يوم الاثنين 28 مايو صائمًا[34]، وأن يستغلُّوا وقتهم طوال اليوم في الدعاء والابتهال إلى الله، كما أمر أن يكون هناك إفطارٌ جماعيٌّ لكلِّ فرقةٍ لتقوية الرابطة بين الجنود[35].
3. لم يكتفِ السلطان بكلمات العلماء ومشايخ الصوفيَّة في الجيش؛ إنَّما صاغ بعض الكلمات القليلة، وبلَّغها إلى رجاله ليصلوا بها إلى كلِّ جنديٍّ في الجيش! كانت هذه الكلمات في هذا المعنى: «اجتهدوا غدًا في الصيام والدعاء، ليكون من قُدِّر له أن يدخل الجنَّة جاهزًا لمقابلة الشهداء من أجل الإيمان، وذلك في صباح الثلاثاء»[36]!
4. وازن السلطان محمد الثاني بين ترغيبه الأخروي لجنوده وترغيبه الدنيوي كذلك، فلم يكتفِ بالتحفيز بالجنَّة والأجر والثواب؛ إنَّما تحدَّث بوضوحٍ عن مكافآتٍ دنيويَّةٍ سخيَّةٍ في حال النصر، بل في حال بذل الجهد والإقدام دون النظر إلى النتائج، فوعد ببعض الأمور كان منها مايلي:
أ. إعلانٌ عجيبٌ غير متكرَّرٍ في التاريخ كثيرًا، وهو أنَّ السلطان قرَّر أن تكون كلُّ ثروات المدينة، بذهبها، وفضَّتها، وثرواتها النفيسة، سواءٌ في قصر الإمبراطور أم في بيوت النبلاء أم عامَّة الناس، ستكون للجيش بكاملها، ولن يأخذ السلطان شيئًا من كلِّ ذلك ولا الدولة، ولن تحتفظ الدولة لنفسها من هذه المدينة إلَّا بالمباني والأسوار[37][38][39]! إنَّ المعروف من الفقه الإسلامي أنَّ أربعة أخماس الغنائم توزَّع على الجيش، وتحتفظ الدولة بخُمْس الغنائم لها[40][41][42]، ففرمان السلطان يعني أنَّه يتنازل عن خمس الغنائم المستحق للدولة لصالح الجنود كذلك، وهذا التنازل الأخير هو من صلاحيَّات الحاكم كما تقضي بذلك الشريعة[43][44][45][46][47][48]؛ وذلك إذا رأى الحاكم أنَّ مصلحة إعطاء الجنود هذا الخمس أعلى من مصلحة الاحتفاظ به للدولة. كان هذ الإعلان غير المسبوق سببًا في تعالي صيحات الفرح والسرور من الجيش في كلِّ مكانٍ ممَّا أدهش سكَّان القسطنطينيَّة، الذين كانوا لا يعرفون شيئًا عن هذا العطاء[49]! إنَّ مثل هذه الثروة يُمكن أن تُغيِّر مسار الجنود بقيَّة عمرهم، وتنقل كثيرًا منهم من الفقر إلى الثراء! وليس في هذا بأسٌ في الشريعة، بل جاء هذا الأسلوب التحفيزي في القرآن الكريم؛ فقد قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيم (10) تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (11) يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الصف: 10 - 13]، فمع أنَّ الله ذكر أنَّ نتيجة الجهاد وجائزته هي المغفرة والجنَّة فإنَّه أضاف في النهاية المكافأة الدنيويَّة، وهي النصر والفتح وآثارهما، ولم يستنكر على المؤمنين أن يحبُّوا هذه الأشياء؛ فهذه فطرةٌ فيهم. ولقد كان الشيخ آق شمس الدين واقعيًّا إلى أبعد درجة فأرسل رسالةً إلى السلطان محمد الثاني أثناء الحصار، أخبره فيها أنَّه ليس كلُّ الجنود الذين في أرض القتال يُريدون الموت من أجل الجنَّة والمغفرة؛ إنَّما هناك من يُريد المال والثروة والدنيا، وإنَّ هؤلاء من الممكن أن يُقْبِلوا على الموت المحقَّق من أجل هذه الكنوز، فعليه أن يُعطيهم، ثم يُضيف الشيخ آق شمس الدين أنَّ إعطاء هؤلاء ليس فيه بأسٌ أبدًا بل جاء عطاؤهم في القرآن الكريم عندما قال تعالى: ﴿وَعَدَكُمُ اللهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنْكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا﴾ [الفتح: 20][50].
ب. كلُّ مَنْ سيبقى حيًّا بعد القتال سيأخذ أجرًا مضاعفًا لأجره مدى الحياة[51].
ج. بالإضافة إلى هذه العطاءات العامَّة للجيش كلِّه فإنَّ هناك عطاءات خاصَّة لمن يبدءون القتال، ولمن يبدءون تسلُّق الأسوار، ولمن يُبْلون بلاءً حسنًا في عمليَّة الفتح، وهؤلاء سوف يُعطيهم رتبةً إضافيَّة في السلك الوظيفي للجيش[52]، وهؤلاء -أيضًا- سوف يُعطيهم إقطاعيَّات من الأرض المميَّزة في الدولة العثمانيَّة، وذكَّرهم بأنَّهم يعلمون الأراضي القيِّمة التي تملكها الدولة من الأناضول إلى وسط أوروبَّا[53].
5. لم يكن العامل النفسي الذي يهتمُّ به السلطان في جانب الترغيب فقط؛ بل أضاف إليه جانب الترهيب أيضًا؛ فقد صُرِّحَ بأنَّ الذي سيفرُّ في أثناء القتال سيكون عقابه الموت المحتَّم[54].
6. أخيرًا أكَّد السلطان تفعيل نظام «المراقبة» للجنود، وهو فِرَقٍ من الكتبة يتفرَّقون في الجيش يُسجِّلون أسماء أولئك الذين يقومون بأعمالٍ عظيمةٍ أثناء القتال، وهؤلاء يُكافَئون مكافآت فوريَّة بعد المعركة، كما أنَّهم يُسجِّلون أسماء أولئك الذين يتقاعسون فيتلقُّون العقاب بعد ذلك[55].
رابعًا: محور الجانب النفسي الخاص بالقسطنطينيَّة:
على قدر ما كان السلطان محمد الثاني مهتمًّا بدعم الجانب النفسي لجنوده فإنَّه كان يعلم أنَّ كسر الروح المعنويَّة عند العدوِّ سيُقرِّب لحظة النصر، ولذلك قام بعدَّة أعمال لإحداث الهزيمة النفسيَّة عند النصارى، وفي الوقت نفسه فإنَّ هذه الأعمال كان لها مردودٌ إيجابيٌّ على الجيش العثماني نفسه، فكانت بذلك تؤدِّي إلى نتيجةٍ مزدوجة، ويُمكن حصر هذه الأعمال في النقاط التالية:.
1. تحويل الليل إلى نهار! فقد أمر السلطان أن تُشْعَل شعلتان أمام كلِّ خيمةٍ من خيام الجيش، وأن تشعل الشعلات كذلك في كلِّ السفن الموجودة في القرن الذهبي، فكانت إضاءةً غير معتادة، حتى ظنَّ المحاصَرون أنَّ النيران قد أمسكت بالمعسكر العثماني، فأسرعوا لرؤية الحدث، ولكنَّهم فوجئوا بالمعسكر في كامل الاستعداد، والنيران مضاءة في كلِّ مكان! لقد كان مشهدًا مهيبًا! بدأ هذا الإشعال في مساء يوم السبت 26 مايو إلى الفجر، ثم أُعيد مساء الأحد 27 مايو إلى الفجر كذلك، ثم بدأ يوم الاثنين 28 مايو من بعد المغرب إلى منتصف الليل تقريبًا، ثم تمَّ الإطفاء الكامل قبل الهجوم النهائي بساعتين تقريبًا[56][57]. هذا الإشعال والإطفاء بشكلٍ كاملٍ كان يُحْدِث اضطرابًا ملحوظًا عند المحاصَرين، كما كان يأتي بأثرٍ إيجابيٍّ تحفيزيٍّ على الجنود العثمانيِّين.
2. صيحات التوحيد. أمر السلطان أن يُنادي الجيش بشكلٍ دائم، وبصوتٍ مرتفع، بكلمة: لا إله إلا الله، محمد رسول الله[58]، فكان الأثر الذي تُحْدِثُه في أهل القسطنطينيَّة عظيمًا! يصف قسُّ جزيرة خيوس الچنوي ليوناردو هذه الصيحات بقوله: «لو استمعتَ لأصواتهم وهي ترتفع إلى عنان السماء فإنَّ ذلك سيُصيبكَ حتمًا بالشلل»[59]! هذا أثرها في النصارى في المدينة، ولا شَكَّ أنَّ أثرها الإيجابي في المسلمين كان جليًّا كذلك.
3. استخدام الموسيقى العسكريَّة. كان صوت الموسيقى العسكريَّة يرتفع كذلك إلى السماء، خاصَّةً الطبول والصنج النحاسيَّة، وكان ذلك يتمُّ بشكلٍ رتيبٍ غير متوقِّف[60][61]، وعلى قدر ما كان يدفع الجيش العثماني إلى الحماسة والرغبة في الإقدام، فإنَّه كان يُوتِّر المحاصَرين، ويُشعرهم باقتراب لحظة النهاية!
4. كان السلطان يستخدم إلى جوار الصيحات العالية والموسيقى الصاخبة، سلاحًا آخر على العكس منهما تمامًا! وهو سلاح الصمت! فقد أمر بالصمت التامِّ في المعسكر العثماني في يوم 28 مايو، وقد أدَّى هذا الصمت المفاجئ إلى اضطراب أهل المدينة المحاصَرة واختلافهم؛ فقد ظنَّ البعض أنَّ الأتراك يتجهَّزون للرحيل ورفع الحصار[62]، بينما ظنَّ آخرون، وكان منهم الإمبراطور قُسطنطين الحادي عشر، أنَّ ساعة الحقيقة قد اقتربت[63]، أي الساعة التي يحدث فيها القتال الأخير.
هذه الآثار النفسيَّة الكبيرة تتضاعف في ظلِّ التوتُّر الموجود أصلًا بالمدينة، الذي ظهرت علاماته في صراعاتٍ حقيقيَّةٍ بين الطوائف المختلفة في القسطنطينيَّة؛ فقد شهد يوم الاثنين 28 مايو صراعًا بين البنادقة واليونانيِّين[64]، كما شهد اليوم نفسه صراعًا بين القائد البيزنطي الكبير لوكاس نوتاراس، والقائد الچنوي المهم چوستينياني[65]، وهذه الصراعات انعكست على الخطاب الأخير الذي ألقاه الإمبراطور قُسطنطين الحادي عشر في كنيسة آيا صُوفيا في مساء يوم الاثنين، قبيل الهجوم الأخير بساعات؛ حيث وجَّه كلامه إلى اليونانيِّين، ثم إلى البنادقة، ثم إلى الچنويين، وفي كل خطاب كان يحثُّ المخاطبين على نبذ الخلافات والتوحد من أجل الدفاع عن النصرانيَّة، وتفاصيل الخطاب موجودة في كتبٍ كثيرة، ولكن مضمونه لا يخرج عن هذا المعنى[66][67][68].
خامسًا: على الجانب اللوجستي:
حرص السلطان محمد الثاني على عدم تدفُّق أيَّ معونةٍ للمحاصَرين في المدينة، وكانت المعونة المتوقَّعة قادمة من جالاتا عبر القرن الذهبي، أو من الغرب عن طريق بحر مرمرة، ولهذا فقد ذهب بنفسه في صباح الاثنين إلى جالاتا، وقابل زعماء البلدة، وأكَّد عليهم أن يبقوا على الحياد، وهدَّد بأنَّ أيَّ مخالفةٍ من جالاتا ستعني استباحة المدينة على الفور[69]، وكان من الواضح أنَّ السلطان غير مطمئنٍ لهذه الجالية الچنويَّة لأنَّ مصالحهم كثيرةٌ مع القسطنطينيَّة، وعلاقاتهم قديمة مع الأباطرة البيزنطيِّين، بالإضافة إلى وجود حامية چنويَّة قويَّة داخل القسطنطينيَّة بقيادة چوستينياني، التي يُمكن أن تتواصل بسهولةٍ مع أبناء قومها في جالاتا، كلُّ هذا دفع السلطان أن يذهب بنفسه إلى زعماء جالاتا، ليس لوضوح الرسالة فقط؛ ولكن لإشعارهم بجدِّيَّة التهديد، ولتقليل فرصة المخالفة قدر المستطاع. أمَّا بالنسبة إلى المعونة الخارجيَّة فإنَّها لم تكن محتملة لخلوِّ بحر إيجة من أيِّ سفنٍ غربيَّة، ومع ذلك فقد حاصر الأسطول العثماني مدخل القرن الذهبي عند السلسلة الحديديَّة تحسُّبًا لأيِّ مفاجأة[70].
***
هكذا كان إعداد السلطان محمد الثاني وقيادته للجيش قبيل اللحظات الأخيرة للهجوم النهائي على القسطنطينيَّة، ولقد ختم السلطان هذا الإعداد باجتماعٍ مهمٍّ لكبار القيادات في خيمته في اللحظات الأخيرة من نهار الاثنين 28 مايو، وذكر لهم في هذا الاجتماع عدَّة أمورٍ ختاميَّة يُمكن إجمالها في أربع نقاطٍ رئيسة: كانت الأولى هي أنَّ مهمَّة فتح القسطنطينيَّة هي مهمَّةٌ مقدَّسةٌ لكلِّ أجيال المسلمين السابقة، وأنَّ فتحها في يومٍ ما أمرٌ حتميٌّ لأنَّ الرسول ﷺ بشَّر به، وأنَّه يطمع أن يكون هو والجيش العثماني الذي معه في هذا الحصار أصحاب الشرف في هذا الأمر، وكانت النقطة الثانية هي طمأنة القادة بأنَّ المهمَّة ليست مستحيلة، ولا شديدة الصعوبة؛ لأنَّ المدينة متهالكةٌ الآن، وسلاحها ضعيف، وحاميتها قليلة، وأنَّها معتمدةٌ على الإيطاليِّين في الدِّفاع عنها، والإيطاليُّون لن يموتوا من أجل مدينةٍ لا يملكونها[71]، أمَّا النقطة الثالثة فهي شرح الخطَّة العسكريَّة التي ستُطبَّق في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 29 مايو، ودور كلِّ فرقةٍ من فرق الجيش العثماني، وآليَّات التواصل بين الفرق، ومواعيد التنفيذ، وغير ذلك من أمورٍ خاصَّةٍ بالعمل العسكري[72]، أمَّا النقطة الرابعة والأخيرة من حديث السلطان مع القيادات العسكرية فهي أنَّه سيكون معهم بنفسه في أرض الميدان، وأنَّه سيرى عمل كلِّ واحدٍ منهم، ويُريد أن يرى أكبر طاقاتهم، وأعظم أعمالهم في هذه اللحظات المجيدة[73].
بعد هذا الاجتماع أعاد السلطان قياداته لخيامهم لأخذ قسطٍ من الراحة في انتظار إشارة البدء[74]، وبعد غروب الشمس وإفطار الجنود أشعلت المصابيح في كلِّ مكان، ومع أنَّ الطقس كان صحوًا في أثناء النهار فإنَّ المطر الغزير سقط طوال الليل[75]، ولعلَّها كانت فرصةً للجيش المسلم أن يستغلَّ وقت نزول المطر في الدعاء، وهو وقت إجابة[76]، ومع شدَّة المطر إلَّا أنَّ عمَّال الجيش العثماني لم يتوقَّفوا عن ملء الخندق بالحجارة والأخشاب[77] حتى منتصف الليل تقريبًا.
قبل منتصف الليل بقليل أُطفأت الأنوار في المعسكر العثماني كلِّه، وساد الهدوء والظلام في المكان!
عند منتصف الليل تقريبًا شقَّ صمتَ المكان صوتُ مدفعٍ عظيم[78]! لقد حانت ساعة الحقيقة![79].
[1] Babinger Franz Mehmed the Conqueror and His Time [Book]. - [s.l.] : Princeton University Press, 1978., p. 90.
[2] Crowley Roger 1453: The Holy War for Constantinople and the Clash of Islam and the West [Book]. - New York : Hyperion , 2005., p. 184.
[3] Mijatović Čedomilj Constantine, The Last Emperor of the Greeks [Book]. - London, UK : Sampson Low, Marston & Company, 1892., p. 202.
[4] Runciman Steven The Fall of Constantinople 1453 [Book]. - NewYork, USA : Cambridge University Press, 1965., p. 125.
[5] Freely John The Grand Turk: Sultan Mehmet II, Conqueror of Constantinople and Master of an Empire An Empire And Lord Of Two Seas [Book]. - New York : The Overlook Press, 2009., p. 40.
[6] Setton Kenneth Meyer The Papacy and the Levant, 1204-1571: The fifteenth century [Book]. - [s.l.] : American Philosophical Society, 1976., vol. 2, p. 133.
[7] Philippides Marios and Hanak Walter K. The Siege and the Fall of Constantinople in 1453 [Book]. - UK : Ashgate Publishing, Ltd, 2011., p. 517.
[8] Harris Jonathan, Holmes Catherine and Eugenia Russell Byzantines, Latins, and Turks in the Eastern Mediterranean World After 1150 [Book]. - Oxford, UK : Oxford university press, 2012., p.120.
[9] Freely, 2009, p. 40.
[10] Harris Jonathan Constantinople: Capital of Byzantium [Book]. - New York, USA : Bloomsbury, 2017., p.120.
[11] Mijatović, 1892, p. 199.
[12] Necipoğlu Nevra Byzantium Between the Ottomans and the Latins [Book]. - New York, USA : Cambridge University Press, 2009, p. 203.
[13]أحمد آق كوندز و سعيد أوزتورك الدولة العثمانية المجهولة- إستانبول: وقف البحوث العثمانية، 2008م صفحة 157.
[14] Runciman, 1965, p. 125.
[15] Crowley, 2005, p. 185.
[16] Runciman, 1965, p. 125.
[17] Mijatović, 1892, p. 204.
[18] Crowley, 2005, p. 203.
[19] Setton, 1976, vol. 2, p. 124.
[20] Freely, 2009, p. 41.
[21] Runciman, 1965, p. 125.
[22] Crowley, 2005, p. 209.
[23] Freely, 2009, p. 40.
[24] Runciman, 1965, p. 126.
[25] Freely, 2009, p. 40.
[26] Gregory Timothy E. A History of Byntizaum [Book]. - west Sussex, UK - Wiley-Blackwell, Malder, M A, USA : Wiley- Blackwell, 2010, p. 396.
[27] Runciman, 1965, p. 126.
[28] Crowley, 2005, p. 195.
[29] Runciman, 1965, p. 126.
[30] Freely, 2009, p. 40.
[31] Crowley, 2005, p. 188.
[32] Babinger, 1978, p. 90.
[33] Crowley, 2005, p. 194.
[34] Setton, 1976, vol. 2, p. 123.
[35] Crowley, 2005, p. 200.
[36] Mijatović, 1892, p. 203.
[37] Babinger, 1978, p. 90.
[38] Mijatović, 1892, p. 204.
[39] Runciman, 1965, p. 125.
[40] المولى خسرو: درر الحكام في شرح غرر الأحكام- [مكان غير معروف] : دار إحياء الكتب العربية، 1291هـ= 1874م.صفحة 1/ 285.
[41] ابن هبيرة: اختلاف الأئمة العلماء، تحقيق: السيد يوسف أحمد - بيروت - لبنان : دار الكتب العلمية، 2002م.، صفحة 2/306.
[42] القنوجي: الدرر البهية والروضة الندية والتعليقات الرضية - القاهرة، مصر : دار ابن القيِم للنشر والتوزيع، الرياض، السعودية، دار ابن عفان للنشر والتوزيع، 2003م صفحة 3/456.
[43] المولى خسرو، 1874م، الصفحات 1/ 289، 290.
[44] الكاساني: بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع - بيروت - لبنان : دار الكتب العلمية، 1986م، 1986م صفحة 7/115.
[45] ابن رشد الحفيد: بداية المجتهد ونهاية المقتصد - القاهرة : دار الحديث، 2004م. صفحة 2/158.
[46] الشربيني: مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج - بيروت - لبنان : دار الكتب العلمية، 1994م، 1994م صفحة 4/164.
[47] ابن قدامة: المغني- القاهرة: مكتبة القاهرة، 1968م، 1968م صفحة 9/228.
[48] القنوجي، 2003م صفحة 3/460.
[49] Runciman, 1965, p. 125.
[50] Crowley, 2005, p. 195.
[51] Mijatović, 1892, p. 204.
[52] أوزتونا: تاريخ الدولة العثمانية، المترجمون عدنان محمود سلمان و مراجعة وتنقيح: محمود الأنصاري. - إستانبول : مؤسسة فيصل للتمويل، 1988م. صفحة 1/137.
[53] Crowley, 2005, p. 190.
[54] Babinger, 1978, p. 90.
[55] Crowley, 2005, p. 190.
[56] Mijatović, 1892, p. 211.
[57] Runciman, 1965, p. 125.
[58] Mijatović, 1892, p. 205.
[59] Crowley, 2005, p. 191.
[60] أوزتونا، 1988م صفحة 1/137.
[61] Crowley, 2005, p. 192.
[62] Runciman, 1965, p. 127.
[63] Mijatović, 1892, p. 208.
[64] Mijatović, 1892, p. 206.
[65] Crowley, 2005, p. 196.
[66] Mijatović, 1892, pp. 207-208.
[67] Setton, 1976, vol. 2, p. 125.
[68] Crowley, 2005, p. 198.
[69] Freely, 2009, p. 40.
[70] Runciman, 1965, p. 126.
[71] Runciman, 1965, p. 127.
[72] Crowley, 2005, p. 188.
[73] Freely, 2009, p. 40.
[74] Runciman, 1965, p. 127.
[75] Feldman Ruth Tenzer The Fall of Constantinople [Book]. - Minneapolis, MN, USA : Twenty-First Century Books, 2007., p. 96.
[76] عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ t، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r: «ثِنْتَانِ لَا تُرَدَّانِ، أَوْ قَالَ: قَلَّ مَا تُرَدَّانِ، الدُّعَاءُ عِنْدَ النِّدَاءِ، أَوْ عِنْدَ الْبَأْسِ حِينَ يُلْحِمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، وَتَحْتَ الْمَطَرِ». الحاكم في المستدرك (2534)، وقال: حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. والطبراني في المعجم الكبير (5756)، وقال ابن حجر العسقلاني: هذا حديث حسن صحيح. ابن حجر العسقلاني، 2008م صفحة 369.
[77] Runciman, 1965, p. 132.
[78] Mijatović, 1892, p. 212.
[79] دكتور راغب السرجاني: قصة السلطان محمد الفاتح، مكتبة الصفا، القاهرة، الطبعة الأولى، 1441ه= 2019م، 1/ 239- 250.
التعليقات
إرسال تعليقك